محمد الدفيلي …ما بين المبادرة والعدمية هل من حلول؟

0

رأي – محمد الدفيلي/


عبر العصور وجد أناس يبخسون اعمال وتصرفات واقوال الناس بل حتى الرسل والأنبياء ومن بعدهم المفكرون والمصلحون لم يسلموا من هذه الفئة العدمية، وفي المقابل نجد فئة أخرى تعمل وتبادر وتجتهد وتحاول مرات ومرات رغم الفشل من اجل النجاح، محسنة الظن آملة في غد أفضل.

 

ان هذين الصنفين لا يمكن النظر اليهما كمجرد فئتين متواجدتين في جميع الشعوب في كل الأزمنة قديما حاليا ومستقبلا، بل يجب التعامل مع هذا الامر من نظرة تحليلية سيكولوجية، وهكذا يمكن ان نخلص الى تصنيف الناس ما بين مبادرين أي الايجابيين واخرين عدميين بصفة عامة.

 

الا انه سنجد فئة المبادرين هي الأخرى يمكن تقسيمها إلى قسمين إحداهما فئة مبادرة بشكل إيجابي تهتم بالصالح العام سواء اكانوا يتوفرون على مبادرات كبرى ام صغرى، اما موظفين لدى الدولة او جمعويين او سياسيين او مجرد ناس عاديين وبسطاء، فالمبادر يمكن ان يكون صغيرا او كبيرا، ذكرا او انثى، متعلما او غير ذلك. المهم انه يقوم بمبادراته الإيجابية من اجل الجميع. في حين نجد اخرن يبادرون فقط من اجل مصالحهم الشخصية كيفما كانت خلفياتهم. الا انه على العموم خاصة في مجتمعنا اليوم ان فئة المبادرين بصنفيها قليلة جدا مقابل فئة التبخيس وأصحاب النظارات السوداء.

 

وحسب تحليلنا المتواضع فان فئة العدميين والمبخسين هي الأخرى يمكن تقسيمها إلى نوعين، فمنهم الصامتون دائما على كل شيء، لا يقدمون خدماتهم لهذا الوطن الا عند الضرورة.

 

اما النوع الثاني من هذه الفئة هم أولئك المتذمرون من كل شيء، لا تعجب اية فكرة، كل عمل المسؤولين امامهم سواء، كل الأحزاب امامهم مجرد دكاكين انتخابية، كل الجمعيات بنظرهم مطية للعمل الحزبي مثلا. الصحافة والاعلام أدوات للتطبيل او للاسترزاق وهكذا، المهم لا شيء يقنعهم، وهم المتوارون خلف صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء وهمية في وقتنا الراهن او تجدهم في المقاهي او في الازقة ينتقدون كل شيء، من دون ان يبادروا يوما لفعل شيء ما.

 

وضمن هذه الفئة نجد بعض المسؤولين الذين يقومون بتبخيس عدة مبادرات والتقليل من أهميتها ومردوديتها خاصة عندما لا تصب في مصلحتهم بطريقة او بأخرى.

 

لكن تبقى عدة أسئلة تحتاج الى مزيد من العمل والاهتمام من اجل الإجابة عليها من طرف مختصين حتى نرقى بهذا الوطن ومواطنيه لما يعود بالخير العميم على الجميع.

 

فماهي الأسباب التي أوصلتنا الى ان تكون بيننا هذه الفئة العريضة من الناس؟ وهل هناك من حلول للتقليل من فئة العدميين أصحاب النظارات السود؟ واين يمكن تصنيف اولاك المطبلين والمصفقين لكل شيء؟ وأخيرا هل المخالف في الراي بالضرورة عدمي؟

اترك رد