حملة واسعة ضد الاحتلال العشوائي للملك العمومي في امنتانوت هل ستنجح السلطات في التصدي للظاهرة؟
رشيد اركمان / صوت الاحرار
شهدت مدينة امنتانوت، إقليم شيشاوة، يوم الجمعة 7 يونيو حملة واسعة شنتها السلطات المحلية للتصدي للاحتلال العشوائي للملك العمومي.
و شارك في هذه الحملة رجال الأمن والقوات المساعدة وأعوان السلطة، بهدف تنظيم الفضاءات العامة وضمان مرور سلس للمواطنين والسيارات في الشوارع والأزقة.
وتأتي هذه الحملة في سياق تزايد الظاهرة في المدينة، حيث أصبحت الأرصفة والساحات تحت سيطرة الباعة المتجولين وأصحاب المحلات التجارية الذين يتوسعون بشكل غير قانوني. هذه الممارسات تؤدي إلى عرقلة السير وتشويه المنظر العام للمدينة.
خلال الحملة، قامت السلطات بإزالة العديد من الأكشاك والعربات التي كانت تحتل الأرصفة والشوارع، وحجزت مجموعة من البضائع المعروضة بطرق غير قانونية.
وأكد المسؤولون أن الهدف من هذه الإجراءات ليس فقط تنظيم الفضاء العمومي، بل أيضاً حماية حقوق المواطنين في استخدام الأماكن العامة.
في ظل هذه الإجراءات الصارمة، تتزايد مطالب السكان بضرورة إنشاء سوق منظم في مركز المدينة يستوعب الباعة المتجولين. تأتي هذه المطالب في وقت افتتح فيه سوق بيع السيارات مؤخراً، مما يزيد من الحاجة إلى تنظيم باقي الأنشطة التجارية غير المنظمة.
تبقى الأسئلة مطروحة حول مدى نجاح السلطات في التصدي لهذه الظاهرة التي تفاقمت في قلب المدينة. خصوصاً ونحن على أبواب عيد الأضحى المبارك، حيث تعتبر هذه الفترة فرصة ذهبية للباعة المتجولين لتحقيق دخل يساعدهم على تأمين قوت عيشهم وعائلاتهم. ويتساءل العديد من المواطنين عن البدائل المتاحة لهؤلاء الباعة في غياب معامل وشركات تستوعبهم.
من خلال هذه الحملة، يظهر جلياً أن هناك إرادة قوية لدى السلطات المحلية لتنظيم المدينة وتحسين جودة الحياة فيها. إلا أن النجاح الكامل يتطلب تبني مقاربة شمولية تجمع بين الحزم في تطبيق القانون وبين إيجاد حلول بديلة للباعة المتجولين. كما أن تعزيز الاستثمار في المدينة لخلق فرص عمل جديدة يعد ضرورة ملحة لتجنب تفاقم هذه الظاهرة .
وتبقى مدينة امنتانوت أمام تحدي كبير يتطلب تضافر الجهود بين السلطات المحلية والمجتمع المدني لضمان تنظيم الفضاء العمومي وفي نفس الوقت توفير بدائل اقتصادية للفئات المتضررة. هل ستنجح السلطات في تحقيق هذا التوازن؟ المستقبل كفيل بالإجابة على هذا السؤال.