الفنان عبد الجبار لوزير في ذمة الله
مراكش ـ صوت الأحرار
توفي اليوم الأربعاء 2 شتنبر 2020، الفنان الكوميدي عبد الجبار لوزير عن سن ناهز 92 سنة بعد معاناة طويلة مع المرض.
وحسب مصدر مقرب من الراحل فإن “عبد الجبار لوزير انتقل عشية اليوم، إلى عفو الله، بعد أن فارق الحياة بشكل طبيعي داخل منزله الكائن بحي الداوديات بمراكش”، مضيفا أن “جثمان الراحل، الذي عانى مؤخرا من مضاعفات صحية ناجمة عن مرض السكري نقل على إثرها إلى المستشفى، سيوارى غدا الثرى بمقبرة باب دكالة بعد صلاة الظهر”.
والفنان الراحل من مواليد درب لڭزا قرب رياض العروس بمدينة مراكش سنة 1928، وقد قضى سنوات طفولته بين الأحياء الشعبية للمدينة القديمة في مراكش، وبدأ في تعلم العديد من الحرف التقليدية وتميز فيها، كصناعة الجلد والخشب، قبل أن يلج عالم كرة القدم عندما كان في الخامسة عشر من عمره، ويلتحق بعد ذلك سنة 1948 بفريق الكوكب المراكشي في نفس سنة تأسيسه، حيث لعب حارس مرمى لفريق الفتيان.
وكانت الانطلاقة الفنية لعبد الجبار لوزير مع فرقة الأطلس الشعبي، لمولاي عبد الواحد حسنين، وهي المدرسة الفنية التي تخرج منها عدد كبير من الممثلين. وكان أول عمل مسرحي يؤديه هو مسرحية “الفاطمي والضاوية” (سنة 1951)، رفقة الفنان الراحل محمد بلقاس، التي عرضت عشرات المرات في مختلف مناطق المغرب، ومن بين من عرضت أمامهم جلالة المغفور له الملك محمد الخامس بفضاء قصر الباهية بمراكش سنة 1957.
ونجح لوزير كثنائي كوميدي مع الفنان الراحل محمد بلقاس، كما قدم عددا من المسرحيات والمسلسلات والأفلام الناجحة، من بينها مسرحية “الحراز” (1968)، وفيلم “حلاق درب الفقراء” (1982)، والسلسلة الكوميدية “دار الورثة” (2010)، وفيلم “ولد مو” (2009) وغيرها، إضافة إلى ماضيه المشرق ضمن صفوف المقاومة الوطنية .
و يعتبر الفنان الراحل من رموز مدينة مراكش، حيث سجن لفترة من الوقت بسبب مواقفه الوطنية بعد نفي الملك محمد الخامس أيام الحماية الفرنسية، وفي سجن لعلو بالرباط تعلم قواعد القراءة والكتابة من مقاومين مغاربة كانوا معتقلين معه في نفس الزنزانة، كما قضى في صفوف القوات المساعدة أربع سنوات، قبل أن يقرر التفرغ نهائيا للتمثيل والفن الذي صار أحد رموزه في المغرب، بعد مسار فني متميز، وشهرته مع فريق الكوكب المراكشي.