السلطات الولائية تُنهِي لُعبة الغُمَّيضة بين أشباه الصحفيين والشيشا بمراكش

0

-صوت الأحرار-

 

شكلت مقاهي الشيشا ،خلال السنوات الأخيرة بمدينة مراكش، إهتماما ملحوظا و متزايدا ، من طرف بعض المواقع الإلكترونية، وصل ذروته  خلال الفترة الممتدة من يونيو 2023 إلى أكتوبر 2024، حيث أفرز هذا الإهتمام غير المسبوق،  ما مجموعه 784 مقالا صحافيا ( وفق إحصائيات  google ) ضمنها فيديوهات تتمحور أحداثها حول بعض مقاهي الشيشا، التي يتم إنتقاءها وتحديدها بناءا على معايير و محددات لا يعلمها إلا أصحاب هذه المقالات الصحفية ، في حين بقيت مقاهي أخرى معروفة و مشهورة، دون أي إنتقاد،  أو ملاحظات، و تمادى من  يكتبون  هذه المقالات، حتى وصلوا عبر التدرج  لمستويات صبيانية، كانت توهمهم عن جد  أن بإمكانهم  تحديد مقاهي الشيشا التي تضر المجتمع  و  مقاهي الشيشا التي تصلح  للمجتمع .

 

الأصداء المتواترة عن علاقة مقاهي الشيشا و”النفاخة” ، ببعض المحسوبين على الصحافة، كانت مخجلة فعلا، و غير مشرفة، إذ وصلت لمستويات غير مقبولة، جعلت العديد من المتابعين للشأن المحلي، يتحدثون بشكل علني واضح وبالأسماء ،  عن وجود اشباه صحفيين  باتوا يسيرون مقاهي معروفة بتقديم الشيشا في مراكش .

و في الوقت الذي كان العديد من أصحاب المقالات الصحفية والفيديوهات المختصة في الشيشا يطالبون من السلطات أن تغلق  بعض المقاهي دون غيرها،  بناءا على معايير يحددها  هؤلاء المحسوبون على الصحافة، كانت  الأنباء  المتداولة بين المئات من ساكنة المدينة تؤكد أن هناك مقاهي للشيشا و “النفاخة” ، ربطت علاقات صريحة و واضحة مع بعض أشباه الصحفيين  ، إذ كانت تخصص لهم إكراميات شهرية سميكة، و كانت مقاهي أخرى تدفع  نقدا مع نهاية الأسبوع،  فيما كانت بعض المحلات الأخرى  تخصص  أقساطا يومية منتظمة من المال لتوزعها على بعض المحسوبين على الصحافة الذين كانوا يقومون بجولات ليلية يومية و منتظمة للإطلاع على سير أحوال مقاهي الشيشا .

 

و مع إرتفاع كل هذا الإهتمام الذي أسال الكثير من المداد على الصفحات الفيسبوكية، وأيضا  الكثير من  المال في جيوب المحسوبين على الصحافة،  أصبحت مقاهي الشيشا تشكل لوحدها حربا يومية  قوامها سلطة الصحافة ، و  كان يتم من خلالها الزج ببعض المنابر الإعلامية  في حرب كانت تدور رحاها  بمنطقة الحي الشتوي، حي كيليز، و الشوارع الكبرى للمدينة الحمراء،  وكانت تستهدف القضاء على منافسين يتكاثرون يوما بعد يوم، وذلك بتمويل  من بعض  أصحاب مقاهي الشيشا  .

المصالح الولائية في تعاطيها مع كثرة المقالات الواردة على مقاهي الشيشا و النفاخة،  قررت التجاوب مع هذه المعطيات بشكل شمولي و ليس إنتقائي، يرضخ لهوى المحسوبين على الصحافة، حيث باشرت  مصالح ولاية جهة مراكش أسفي  عمليات ميدانية لمراقبة الجودة والسلامة، إستهدفت جميع المحلات التي تنشط في تقديم الشيشا بدون إستثناء، وهو ما أسفر عن نتائج صادمة منها على الأساس، أن معظم محلات الشيشا بمراكش توجد في حالة خلاف سواء مع القوانين التظيمية للأماكن العمومية أو حتى على مستوى الجودة والسلامة،  وهو ما دفع المصالح الولائية لإحالة تقاريرها على فريد شوراق والي جهة مراكش أسفي ، و أسفرت عن قرارات مختلفة كل مقهى حسب مخالفاتها ، وتنوعت القرارات ما بين الإغلاق المؤقت 15 يوم، و الإغلاق المؤقت شهر واحد، و الإغلاق النهائي.

أما فيما يخص مراقبة التراخيص الإقتصادية و معايير السلامة والجودة، فالجميع يعلم  أن أغلب مقاهي الشيشا بمراكش، كانت تعمل بدون إستيفاء الشروط الكاملة، ومنها على الخصوص معايير السلامة والجودة، كما سيعرف الجميع لاحقا أن  المقاهي  التي كانت تفتح أبوابها 24 ساعة على 24 ، كانت هي الأخرى  غير مستوفية  للمعايير التقنية والإدارية التي تسمح لها بفتح الأبواب على إمتداد الليل والنهار .

وعموما، فإن ملف مقاهي الشيشا بمراكش، يكون قد دخل مرحلة تقنينية جديدة بفضل إنتباه و يقظة فريد شوراق  و الي الجهة حيث ان جميع العقوبات جاءت معقولة و متناسبة مع ما تم ضبطه خلال عمليات المراقبة، إذ لم يتم تسجيل أي تجاوزات،  اللهم المفاجأت التي فجرها فيما بعد أولئك المحسوبون على الصحافة الذين كانوا يطالبون لأزيد من سنة بإغلاق بعض المقاهي بعينها ودون غيرها،   فقد خرجوا يطالبون من جديد و يستعطفون من أجل فتح المقاهي المغلقة أو  تنزيل قوانين جديدة تسمح بإستئناف أنشطة الشيشا. وهو ما يمكن إعتباره ترافعا عن المصلحة المالية التي يتحصلون عليها من هذه المقاهي المشبوهة .

أما من جهة ساكنة مدينة مراكش،  فقد سجلت بإرتياح واسع، نتائج عمليات المراقبة التي باشرتها السلطات المحلية لمواجهة هذه المقاهي الخارجة عن القانون ،و تركت هذه التدخلات الميدانية القانونية ، إنطباعات جيدة لدى الساكنة وخصوصا التجاوب الفعال الذي أبداه والي الجهة فريد شوراق مع الشكايات والملاحظات الواردة ، و أيضا حرصه على إنهاء لعبة مُمِلّة و غَبِية كان يمارسها بعض المحسوبون على الصحافة ، بعد أن أصبحت مصاريفهم ومداخيلهم اليومية مطبوعة برائحة الشيشا، و رائحة النفاخة، و أصبحت مقالاتهم مفضوحة ، و لا ترقى حتى لمستوى لُعبة الغميضة!!..

اترك رد