الأمانة العامة للبيجيدي تصدر في اجتماع بيان لمختلف القضايا والمستجدات والتفاعلات
انعقد بحمد الله وحسن توفيقه اجتماع استثنائي للأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية مساء يوم الأربعاء 24 جمادى الأولى 1446 هــ الموافق ل 27 نونبر 2024 م، برئاسة الأخ الأمين العام الأستاذ عبد الاله ابن كيران. وبعد نقاش عميق ومسؤول لمختلف القضايا والمستجدات والتفاعلات الأخيرة حولها، تؤكد الأمانة العامة على المواقف التالية:
▪ أولا- الإشادة بمضامين الرسالة الملكية السامية بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني:
• تشيد الأمانة العامة عاليا بمضامين الرسالة الملكية السامية التي وجهها جلالة الملك حفظه الله، رئيس لجنة القدس، يوم الثلاثاء 26 نونبر إلى رئيس اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، وتأكيد جلالته على موقف المملكة المغربية الراسخ من عدالة ومركزية القضية الفلسطينية والدعم اللامشروط للشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة والعادلة غير القابلة للتصرف أو التقادم.
• وتثمن دعوة جلالة الملك لوضع حد لهذه الظرفية الصعبة وغير المقبولة، إنسانيا وحقوقيا وأخلاقيا، وتأكيده على ضرورة الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار بقطاع غزة، ووضع حد للاعتداءات المتكررة على السكان الآمنين بالضفة الغربية ومدينة القدس، وضمان حماية المدنيين ومنع استهدافهم وحقن دمائهم على عموم الأراضي الفلسطينية، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية ومختلف الإمدادات الطبية والاحتياجات الأساسية، بالانسيابية المطلوبة وبكميات كافية لسكان قطاع غزة وباقي الأراضي الفلسطينية، وتأكيد جلالته على مواصلة إرسال المساعدات الإنسانية للتخفيف من الأزمة الغذائية والصحية والمعيشية التي يعاني منها القطاع؛
• كما تثمن تنبيه جلالة الملك بصفته رئيس لجنة القدس إلى خطورة الاستفزازات الإسرائيلية المتكررة التي تتعرض لها مدينة القدس الشريف، وتأكيده على دور المغرب في الدفاع عن القدس الشريف، وعلى استمرار وكالة بيت مال القدس في دعم مشاريع لتحسين أوضاع المقدسيين وصيانة هويتهم الحضارية، وعلى مواصلة المجهودات للحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي للمدينة المقدسة.
• وتدعم بقوة تثمين وتشجيع جلالته جميع مبادرات المصالحة الوطنية بين الأشقاء الفلسطينيين، بما يخدم مشروعهم النبيل في قيام دولتهم المستقلة، ويحقق تطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق إلى الحرية والاستقلال، وتدعو كافة الفصائل والقوى الفلسطينية إلى الاستجابة لهذه الدعوة الأخوية الكريمة والحكيمة، والمبادرة إلى التعجيل بالمصالحة الوطنية ورص الصفوف والوحدة والتعاون لمواجهة الاحتلال وتحقيق طموحات الشعب الفلسطيني الشقيق.
▪ ثانيا، الترحيب بتوقف العدوان الصهيوني على لبنان والدعوة لوقف حرب الإبادة التي يمارسها الكيان الصهيوني في غزة وفلسطين:
• ترحب الأمانة العامة بتوقف العدوان الصهيوني الظالم على الشعب اللبناني وعلى السيادة اللبنانية وتهنئ الشعب اللبناني الشقيق والمقاومة اللبنانية على صمودهما في وجه آلة الحرب الصهيونية، وتقدر إسنادهما للشعب الفلسطيني وللمقاومة الفلسطينية في معركة طوفان الأقصى ضد الاحتلال الصهيوني وعدوانه الغاشم على غزة وفلسطين.
• وفي هذا السياق، وإذ تؤكد الأمانة العامة أن العدو الصهيوني وكما فشل في تحقيق “أهدافه” في لبنان، سيفشل بعون الله في تحقيقها في غزة وفلسطين، تجدد دعوتها للدول العربية والإسلامية وللمجتمع الدولي وللولايات المتحدة الأمريكية بالخصوص للتدخل بشكل جدي ومستعجل وحاسم لوقف حرب الإبادة وجرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الصهيوني وقادته وجيشه، بشهادة المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية، والضغط بكل الوسائل لوقف العدوان والحصار الصهيوني الوحشي، والإنهاء الفوري لحرب الإبادة المتواصلة في غزة.
▪ ثالثا، بخصوص تفاعلات ما كتبه المدعو أحمد الشرعي، وبلاغ الأمانة العامة للرد عليه:
• تؤكد الأمانة العامة مضامين بلاغها السابق بخصوص ما نشره المدعو أحمد الشرعي بجريدة “تايمز أوف إسرائيل”، والذي لا يمكن أن يصنف أبدا كرأي أو كوجهة نظر، بل هو تمجيد وإشادة بإرهاب الدولة وبالإبادة الجماعية اللذين يمارسهما الكيان الصهيوني النازي، وتحد سافر للموقف المغربي الرسمي والشعبي، وللعقيدة الثابتة للسياسة الخارجية للمملكة المغربية كما أكدها في عدة مرات جلالة الملك حفظه الله بوضعه القضية الفلسطينية في مرتبة القضية الوطنية.
• وتؤكد دعمها الكامل للأخ الأمين العام الأستاذ عبد الاله ابن كيران ضد كل الهجومات التحريضية المتتالية التي يتعرض لها في كل مرة من طرف هذه المجموعة وبعض “منابرها” وبعض “صحفييها”، والذي لا يعدو أن يكون محاولات يائسة للتشويش على ما يقوم به حزب العدالة والتنمية وأمينه العام من واجب سياسي وطني، وتصديهم في كل مرة لهذه المجموعة وكشفهم لخطها التحريري الداعم للصهاينة تحت شعارهم “كلنا إسرائليون”، والمستفز للإجماع الوطني بخصوص القضية الفلسطينية وغيرها من القضايا المجتمعية.
• تشيد الأمانة العامة وتدعم كل الأصوات الحرة التي تصدت بالكلمة وبالحجة وبالرأي لهذا الانحراف الخطير، وتدعو جميع المواطنين والمواطنات إلى اليقظة والانتباه لمثل هذه الأفكار النشاز والتسريبات الهدامة وفضحها ومواجهتها بما يتيحه القانون والنضال السياسي الشريف.
• يعبر الحزب عن استعداده لما عبرت عنه هذه المجموعة من لجوئها إلى القضاء بخصوص ما تضمنه بلاغ الأمانة العامة، وتعتبرها فرصة مناسبة ليطلع الرأي العام على ما اقترفه المدعو أحمد الشرعي من انحرافات خطيرة، ووضع ما ورد في مقالته تحت سلطة القانون والقضاء، إذ لا أحد فوق القانون وفوق مؤسسات البلاد وثوابتها.
▪ تأكيد مواصلة الحزب لدوره السياسي والوطني في الرصد والتصدي لكل ما يعتبره تهديدا لمصلحة الوطن ومسا بثوابته الوطنية والدستورية:
• تؤكد الأمانة العامة أن كل الأساليب والمحاولات المكشوفة للوقيعة والإرهاب الفكري والوشاية والتحريض… التي تمتهنها وتتقنها هذه المجموعة لم تنفع يوما ولن تنفع أبدا بعون الله وتوفيقه مع حزب العدالة والتنمية، بل لن تزيد الحزب وقيادته وهيئاته ومناضليه ومناضلاته إلا إصرارا وصمودا وثباتا على طريق النضال ومواجهة كل من يمس بالإجماع الوطني وبالثوابت الوطنية الجامعة ومواقف بلادنا الراسخة في كل القضايا الداخلية والخارجية.
• وتؤكد أن الحزب لا يأبه بما يتعرض له من حملات التشهير والافتراء، وهو يناضل بصدق وإخلاص ويعبر بوطنية ومسؤولية عن آراءه ومواقفه في إطار أدوراه الدستورية وتحت سقف الثوابت الجامعة للأمة المغربية والمتمثلة في الدين الإسلامي السمح، والوحدة الوطنية متعددة الروافد، والملكية الدستورية، والاختيار الديمقراطي، ووفاءه الدائم للشعار الوطني الخالد: الله، الوطن، الملك. وهو في الحقيقة وفي الأصل ما يغيظ هذه المجموعة، ومن يوحي لها ومن يدعمها، ويؤزها أزا، ولا شيء غير ذلك إطلاقا. والسلام.
الرباط، الخميس 25 جمادى الأولى 1446 هــ الموافق ل 28 نونبر 2024 م
إمضاء:
الأمين العام ذ. عبد الاله ابن كيران