استقالة صحفية أمريكية في “نيويورك تايمز” بعد توقيع بيان يتهم إسرائيل بـ”ارتكاب إبادة ضد الفلسطينيين”

0
قدمت جازمين هيوز، صحفية مجلة نيويورك تايمز الأمريكية، استقالتها الجمعة 11/03 بعد “انتهاك سياسة غرفة الأخبار”، وفق بلاغ للمؤسسة الإعلامية، أضافت من خلاله أن موظفتها السابقة وقعت على رسالة مفتوحة اتهمت إسرائيل بمحاولة “ارتكاب إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني”، وذلك في سياق استمرار القصف المكثف على قطاع غزة أسفر عن مقتل الآلاف، معظمهم من المدنيين.
توضيحا لدوافع اتخاذ القرار، قال رئيس تحرير الصحيفة جيك سيلفرشتاين: “رغم أنني أحترم أن لديها قناعات قوية، إلا أن هذا كان انتهاكًا واضحًا لسياسة التايمز بشأن الاحتجاج العام”. وأضاف: “هذه السياسة، التي أؤيدها بالكامل، جزء مهم من التزامنا بالاستقلالية”.
وتابع سيلفرشتاين: “لقد ناقشنا أنا وهي أن رغبتها في الحصول على هذا النوع من المناصب العامة والانضمام إلى الاحتجاجات العامة لا تتوافق مع كونها صحفية في التايمز، وقد توصلنا كلانا إلى نتيجة مفادها أنها يجب أن تستقيل”.
وتعد جازمين هيوز، التي بدأت العمل إلى جانب فريق تحرير الصحيفة عام 2015 وحازت عددا من الجوائز الوطنية في مجالها، واحدة من أبرز الموقعين على بيان نشرته الأسبوع الماضي مجموعة تسمى “كُتّاب ضد الحرب على غزة” (Writers Against the War on Gaza)، اتهم الجيش الإسرائيلي باستهداف الصحافيين وقتل آلاف الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول.

الصحفية جازمين هيوز، تتحدث خلال حفل توزيع جوائز National Magazine السنوي الثامن والخمسين بنيويورك. في 28 مارس 2023. © أ ف ب
وانتقدت الرسالة علنًا هيئة تحرير صحيفة نيويورك تايمز لدفاعها عن حق إسرائيل في “الدفاع عن… مجتمع يقدر حياة الإنسان وسيادة القانون”.
وجاء فيها أيضا: “نحن ندين أولئك العاملين في صناعاتنا الذين يواصلون تمكين الفصل العنصري والإبادة الجماعية. لا يمكننا أن نكتب فلسطين حرة… ولكن يجب علينا معا أن نفعل كل ما في وسعنا لرفض الروايات التي تبرر التواطؤ الغربي في التطهير العرقي”.
وقرار الصحفية الأمريكية يأتي في ظل تشديد وسائل الإعلام، خاصة في الولايات المتحدة، رقابتها على منشورات صحفييها بشأن الحرب المتواصلة في قطاع غزة، بل وإقالتهم في بعض الأحيان، مثل ما حدث مع ديفيد فيلاسكو رئيس تحرير واحدة من أهم المجلات الفنية في العالم “آرتفوروم”(Artforum)، الذي أقيل من منصبه بعدما نشرت المجلة رسالة مفتوحة عن القصف الإسرائيلي على قطاع غزة.
مظاهرات حاشدة حول العالم للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة
وأعلن فيلاسكو في حينه أنّه أقيل من دوره كرئيس لتحرير مجلة “آرتفوروم”، بعد ست سنوات من توليه المنصب، علما أنّه استهل عمله في المؤسسة في عام 2005. وتعقيبا على القرار المتخذ ضده، قال فيلاسكو إنّه “ليس نادماً”، لكنّه عبر عن “خيبة أمله” لأنّ “المجلة التي دافعت دائماً عن حرية التعبير وأصوات الفنانين خضعت للضغوط الخارجية”.
وقبل ذلك بأيام قليلة، قررت مجلة “إي لايف” (eLife) العلمية فصل رئيس تحريرها مايكل آيزن، بسبب نشر مقال ساخر من موقع “ذي أونيون” (The Onion) عبر منصة إكس، انتقد خلاله الأداء الإعلامي الغربي الذي يطلب من مختلف الضيوف الفلسطينيين على الشاشات إدانة عملية طوفان الأقصى، وحمل المقال عنوان “انتقاد المحتضرين في غزة لعدم استخدام آخر كلماتهم لإدانة حماس”.
اترك رد