إسدال الستار على الندوة العلمية حول إمارة المؤمنين بإبراز دورها على المستوى الوطني والقاري

0

رشيد رباطي/ صوت الاحرار

في إطار أهدافها المسطرة في برنامجها السنوي، نظمت “المنظمة المغربية للتعبئة الوطنية داخل الوطن و خارجه”، مؤخرا، ندوة علمية بمناسبة اليوم العالمي لإفريقيا، بعنوان “إمارة المؤمنين وأبعادها الدينية و الإجتماعية وطنيا وإفريقيا”، بشراكة مع المجلس العلمي المحلي لآسفي والرابطة المحمدية لأهل البيت النبوي الشريف والمندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية والمديرية الإقليمية للثقافة.

 

افتتح هذه الندوة، بآيات بينات من الذكر الحكيم، أعقبها النشيد الوطني المغربي.

وفي تصريح، قال السعيد بنزهرة، رئيس فرع أسفي للمنظمة، إن اللقاء فرصة لإبراز الأسس المرجعية الشرعية والعلمية والفكرية لمؤسسة إمارة المؤمنين بالمغرب، ودورها في جمع شمل الأمة المغربية باعتبارها صمام أمان وركيزة أساسية لصيانة الهوية الوطنية المغربية، وروافدها المتعددة. وكذا، حماية المؤسسات الدستورية سواء على المستوى العمودي أو الأفقي، باعتباره حامي الملة والدين والساهر على الوحدة الوطنية من طنجة إلى الكويرة.

وأضاف بنزهرة، أن إمارة المؤمنين، لا يقتصر دورها على المغرب، بل يتجلى أيضا في البعد القاري الإفريقي والعربي والدولي، من خلال، مساهمتها في نشر أسس الدين الإسلامي المعتدل بالدول الإفريقية التي هي في أمس الحاجة إلى دعم روحي ومادي ولوجستيكي، كبناء المساجد وتجهيزها بكل الوسائل اللازمة للقيام بالدور الروحي و العقائدي.

إمارة المؤمنين ودورها في الإشعاع الروحي الديني بالقارة الإفريقية

وأشار المتحدث، إلى أن إمارة المؤمنين، وبفضل القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، قرر أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أعزه الله، إحداث “مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة”، وقد صدر الظهير الشريف المحدث لهذه المؤسسة بالجريدة الرسمية للمملكة المغربية، عدد 6372، بتاريخ 25 يونيو 2015، وفي ديباجته بيان دواعي هذا الإحداث بالاستناد إلى الروابط الدينية والثقافية التي تجمع المملكة المغربية بعدد من بلدان إفريقيا، وبحكم ما تستوجبه الظروف الراهنة من إيجاد إطار من التعاون بين علماء المغرب وعلماء البلدان الإفريقية من جهة، وبين هؤلاء العلماء بعضهم مع البعض، من جهة أخرى، على ما يحفظ الدين من التحريف والتطرف، وما يجعل قيمه السمحة في خدمة الاستقرار والتنمية في هذه البلدان. كما، قام جلالة الملك محمد السادس، بطبع مليون ونصف من المصحف الكريم بطريقة ورش المغربية.

معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات
يعهد إلى معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات بتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات المغاربة والأفارقة، تكوينا يؤهلهم للقيام بمهمة تبليغ أحكام الشريعة الإسلامية، وبيان مقاصدها وإبراز سماحتها ووسطيتها واعتدالها، والمساهمة في الحفاظ على الوحدة الدينية للمجتمع وتماسكه ضمن ثوابت الأمة، والمشاركة في الأنشطة الدينية والتربوية والثقافية.

على المستوى العربي

أما على مستوى العربي، فإن مؤسسة إمارة المؤمنين ، تساهم في جمع شمل الأمة الإسلامية العربية في الملتقيات واللقاءات للمؤسسات الدينية الإسلامية الدولية، خاصة في نشر الإسلام المعتدل والإيمان باختلاف الديانات السماوية والإيمان بأهمية حوار الديانات على أسس التعايش السلمي والسلم والسلام والأمن والأمان الدولي.

المشاركون في الندوة

وشارك في تنشيط الندوة، الدكتور المصطفى سليمي رئيس المجلس العلمي المحلي لإقليم أسفي، الذي قدم عرضا قيما تناول فيه دور إمارة المؤمنين في خدمة كتاب رب العالمين وطنيا وقاريا. الدكتور عبد اللطيف بكور أستاذ التعليم العالي بجامعة القاضي عياض آسفي، الذي تناول دور إمارة المؤمنين في القضايا الاجتماعية وطنيا وقاريا. الدكتور محمد كلاد أستاذ التعليم العالي بجامعة القاضي عياض، الذي بسط إمارة المؤمنين على عهد الدولة العلوية الشريفة. بصمات في تاريخ المغرب الحديث و المعاصر.

ملخص العروض

وأجمعت المداخلات على أن إمارة المؤمنين، وانطلاقا من معطيات الجغرافيا ووقائع التاريخ تكونت روابط بين المملكة المغربية وعدد من البلدان الإفريقية، جعلت المملكة تحرص على إدامة علاقات متميزة مع هذه البلدان، على أساس ثوابت مشتركة لم تؤثر فيها العوائق في الماضي البعيد والقريب، سواء تعلق الأمر بالغزو الأجنبي منذ بداية العصر الحديث إلى منتصف القرن العشرين، أو ما تلا ذلك من البحث عن مرجعيات إيديولوجية من خارج القارة، بل ظلت تلك الثوابت تثمر رغبة مشتركة في تجديد هذا التعاون، لاسيما في الميدانين العلمي والروحي.

كما زاد من تماسك وحدة إفريقيا الشمالية – المغرب العربي – وحدة المذهب الفقهي المالكي، والعقيدة الأشعرية، والتصوف السني. وبرزت هذه العناصر الثلاثة فيه كثوابت دينية أساسية في تماسك الأمة، وستنتقل إلى بلدان إفريقيا الجنوبية، أو ما يسمى بالسودان الجنوبي، وتنتشر انتشارا واسعا، وعلى الخصوص في عهد الدولة المرابطية، والموحدية، والدولة المرينية، والدولة السعدية، وستستمر إلى عهد الدولة العلوية.

وتميزت الندوة، بقصيدة شعرية وطنية ألقتها، الشاعرة الأستاذة أسماء كيلم. وأنشدت بالمناسبة فرقة المديح النبوي، لطالبات مدرسة أم البنين للتعليم العتيق، قصائد دينية شنفت مسامع الجمهور الحاضر.

وقبل نهاية الحفل، وزعت عدة شواهد تقديرية على الطالبات. كما تم تقديم شواهد فخرية واذرع قيمة على الأساتذة الدكاترة الذين ساهموا في إنجاح الندوة العلمية. وأخذت بالمناسبة صورا تذكارية تخلد هذا الحدث الوطني.

وأسدل الستار، برفع برقية الولاء والإخلاص إلى السدة العالية بالله، تلاها رئيس فرع أسفي سعيد بنزهرة.

 

 

 

 

 

اترك رد