أبو الغالي .. بعيدا عن روح الأصالة بعيدا عن جوهر المعاصرة

0

صوت الاحرار

كشفت التطورات الأخيرة، التي عرفتها قضية تجميد عضوية صلاح الدين أبو الغالي من مهامه الحزبية بحزب الأصالة والمعاصرة، عن خبايا دقيقة في شخصية أبو الغالي السياسية، لم نكن لنعرفها لولا هذه الواقعة المفاجئة، حيث مكنت ردة فعله بعد قرار التجميد من تقريب متتبعي الشأن العام من جانب مهم من سلوكه السياسي في مواجهة قرار صادر عن ثاني أقوى حزب سياسي في المغرب .

ففي الوقت الذي أظهرت جميع مكونات الحزب دفاعها و تمسكها بهذا القرار ظهر أبو الغالي شخصا وحيدا بدون روح سياسية، أشبه بالروبوت الذي لا يتململ و لا تتغير أفكاره ولا يمكن تحيين برمجياته .

وحتى بالرجوع لمجمل الخرجات الإعلامية التي لعبها القيادي السابق في الحزب، لا يمكن أن تُفلت من الإنطباع الذي يتربص بك ، و أنت تشاهد خطابه السياسي، فلا يمكن أن تقتنع بشيء أخر سوى أن أبو الغالي شخصية سياسية تتبنى الفكر الروبوتي الجامد و لا تواكب الاحداث السياسية المتسارعة حيث يقف بشكل ميكانيكي متكرر وروتيني مستنسخ عند نفس المحطات بشكل متطابق و كأنه روبوت دو برمجية أحادية لا يقبل التحيين وغير قابل للتطوير.

الأفكار الروبوتية التي تسيطر على القيادي السابق في حزب البام، من المرجح أن تكون قد ساهمت في عزلته السياسية قبل قرار تجميد عضويته داخل الحزب فحتى ردة فعله بعد قرار تجميد العضوية جاءت عبارة عن تشبث بالقانون التنظيمي للحزب و البحث عن شخصنة القرار و إعطاءه طابع النزاع الشخصي مع قيادات الحزب في حين أن القرار جاء بإجماع وموافقة الجميع .

البيان الأول و البيان الثاني الذي اصدره أبو الغالي ، لا يتركان المجال للصدفة على أنه شخص يتبنى المنطق الرياضي المحدود في الحياة. وهو المنطق الذي سيجعل مهامه السياسية صعبة جدا ،إن لم نقل مستحيلة، فإذا لم يكن روبو فكيف له أن ينسى خلال صياغة البيان الأول والثاني، أن جميع الأحزاب السياسية في المغرب كما في جميع بقاع العالم وبدون إستثناء لها حرية تجميد أنشطة أي عضو من أعضاءها مهما كان منصبه داخل الحزب، حتى إن كان لأسباب أو دوافع غير معلنة بالمرة ولذلك فقد خرج أبو الغالي للتذكير بالقانون الداخلي للحزب في محاولة يائسة وميكانيكية لتوهيم الرأي العام الوطني أن قرار تجميد عضويته جاء دون شرعية في حين أن القرار عمليا و تقنيا لم يعارضه أي عضو أو منتسب للحزب .

الفكر الروبوتي الذي يتبناه أبو الغالي في حياته السياسية لا جدوى ولا طائلة منه إذ يبقى محدودا و يفتقر للإبداع والإبتكار وحتى وإن كان أبو الغالي يوغل في الإيمان بعالم التكنولوجيا فإن الإيمان الروبوتي بالتكنولوجيا له مساوئه في عالم السياسة أيضا والتي على رأسها ان الشخص يصبح روبوتا يسبح في الحركات الميكانيكية بدون روح وبدون إستشعار للخطر، و وحده الفكر متعدد المشارب بإستطاعته التطور والتحيين المستمر لأفكار ثابثة و أصيلة و تحديث معاصر يضمن روح الأصالة و جوهر المعاصرة.

اترك رد